هجوم على شق النُعَم، شمال كردفان

تمكّن شاهد السودان من التحقق وإعادة بناء الأحداث المتعلقة بهجوم مزعوم شنّته قوات الدعم السريع على قرية شق النُعَم بمحلية بارا في ولاية شمال كردفان بتاريخ 12 يوليو 2025 باستخدام صور الأقمار الصناعية ومحتوى من إنتاج مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي.

النتائج الرئيسية

• في 12 يوليو 2025، هاجمت قوات الدعم السريع قرية شق النُعَم بمحلية بارا في ولاية شمال كردفان.

• تمكّن شاهد السودان من تحديد الموقع الجغرافي لمقاطع مصورة تُظهر آثار حرق، بالإضافة إلى مقاطع صادمة لجثث وعمليات دفن أعقبت الهجوم المزعوم.

• تُظهر صور الأقمار الصناعية أن منازل في شق النُعَم قد أُحرقت أو تضررت بين 11 و14 يوليو.

• في الأطراف الشمالية الشرقية لشق النُعَم، ظهر في صور الأقمار الصناعية موقع دفن يضم ما لا يقل عن ستة قبور جديدة بعد 12 يوليو.

• تشير المقاطع الموثقة وصور الأقمار الصناعية إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، رغم أن برنامج شاهد السودان لم يتمكن من تأكيد حصيلة الوفيات الدقيقة.

• ووفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، نزحت ما لا يقل عن 675 أسرة من شق النُعَم والقرى المجاورة بين 11 و12 يوليو بسبب انعدام الأمن. 

المقدمة

في 14 يوليو 2025، أفادت شبكة محامو الطوارئ السودانيين، بأن قوات الدعم السريع هاجمت قرية شق النُعَم، الواقعة على بعد نحو 5 كيلومترات شمال غرب بارا بولاية شمال كردفان، وذلك في 12 يوليو. وبحسب التقرير، تعرّضت عدة قرى أخرى في المنطقة لهجمات بين 10 و13 يوليو، من بينها حلة حامد وأم نبق. ويُزعم أن هذه الهجمات شملت أعمال حرق ونهب وإطلاق نار، وأسفرت عن وفيات ونزوح جماعي.

وفي 15 يوليو، ذكرت الغارديان، أن نحو 300 مدني قُتلوا جراء هذه الهجمات في مختلف أنحاء شمال كردفان. لم يتمكن شاهد السودان من تأكيد حصيلة الوفيات، لكنه تحقّق من أضرار ناجمة عن الحرائق طالت ممتلكات مدنية، إضافة إلى مقاطع تُظهر جثثاً وعمليات دفن لمدنيين يُزعم أنهم قُتلوا في الهجوم على شق النُعَم.

أضرار الحرائق في شق النُعَم

تُظهر صور الأقمار الصناعية ومحتوى من إنتاج المستخدمين أدلة بصرية على وقوع أضرار واسعة النطاق في شق النُعَم، وهو ما يدعم الادعاءات المتعلقة باندلاع حرائق متعمدة وتدمير خلال الهجوم.

تمكّن شاهد السودان من رصد آثار واضحة للحرائق في شق النُعَم من خلال صور الأقمار الصناعية التابعة للقمر الصناعي “سنتينل-2” بين 8 و13 يوليو (الشكل 1). وفي 18 يوليو، نشر “مختبر ييل للبحوث الإنسانية” ، تقريراً يتضمن صور أقمار صناعية عالية الدقة التقطتها شركة “ماكسار” بتاريخ 14 يوليو، تُظهر آثار حروق واسعة في أرجاء القرية. كما رصد برنامج شاهد السودان آثار حرائق في صور ماكسار بقرية مجاورة تقع غرب شق النُعَم عند الإحداثيات: ‎13.75667, 30.34306‎.

بالإضافة إلى ذلك، في 15 يوليو نُشر مقطع مصور على منصة تواصل اجتماعي يُظهر بقايا متفحمة لمبنى ملاصق لمسجد في شق النُعَم (الشكل 2 – الفيديو 1). وقد حدّد شاهد السودان الموقع الجغرافي للمقطع في منطقة سكنية وسط القرية عند الإحداثيات: ‎13.74898, 30.35108‎. واستناداً إلى تاريخ الهجوم المبلغ عنه وتاريخ نشر المقطع، يُرجَّح أن التصوير تم بين 12 و15 يوليو.

الأثر

تحقّق شاهد السودان من مقاطع مصورة تُظهر جثثاً وما يبدو أنه عمليات دفن لأشخاص قُتلوا في الهجوم على قرية شق النُعَم.

خسائر من المدنيين

في 13 يوليو، أفادت شبكة الأطباء السودانيين بمقتل 11 مدنياً في شق النُعَم. وفي 15 يوليو، ذكرت الغارديان أن ما يقارب 300 شخص قُتلوا في شمال كردفان. وفي 17 يوليو، صرّح مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنه تحقّق من مقتل ما لا يقل عن 60 مدنياً على يد قوات الدعم السريع في محلية بارا، شمال كردفان، منذ 10 يوليو. لم يتمكّن شاهد السودان من التحقق بشكل مستقل من هذه الأرقام، إلا أن المقاطع الموثّقة التي تُظهر جثثاً وعمليات دفن تشير إلى أن عدد الضحايا كبير.

في 14 يوليو، نشر حساب مؤيد للقوات المسلحة السودانية على فيسبوك مقطع فيديو يظهر فيه رجل مسلّح وهو يصوّر ما يبدو أنه جثتان مغطاتان بالكامل بالقماش وجثة ثالثة مغطاة جزئياً (المصدر متاح عند الطلب). وتظهر الجثث بجوار مبنى متضرر بما يشبه آثار الرصاص. وقد حدّد برنامج شاهد السودان الموقع الجغرافي للمقطع في منطقة سكنية بشق النُعَم عند الإحداثيات: ‎13.75079, 30.34943‎ (الشكل 2 – الفيديو 2). لم نتمكن من تأكيد تاريخ التصوير، كما أننا لم نستطع التحقق من هوية الرجل المسلّح الذي كان يرتدي ملابس مدنية ولا من تبعيته.

وتحقّق شاهد السودان من مقطع ثالث نُشر في 14 يوليو من الحساب الشخصي نفسه الذي نشر الفيديو 1 (المصدر متاح عند الطلب). يُظهر المقطع جثتين على الأقل ملقيتين في الشارع بين موقعي الفيديو 1 والفيديو 2 عند الإحداثيات: ‎13.74998, 30.35094‎ (الفيديو 3).

عمليات دفن ومقابر

في 14 يوليو، نشر حساب على فيسبوك لشؤون كردفان، مقطع فيديو يُظهر ما يبدو أنها عملية دفن، مع تعليق يفيد بأن الجثامين تعود لمدنيين قُتلوا في شق النُعَم والقرى المجاورة. وقد حدّد شاهد السودان الموقع الجغرافي للمقطع في الأطراف الشمالية الشرقية لقرية شق النُعَم عند الإحداثيات: ‎13.75156, 30.35377‎ (الشكل 2 – الفيديو 4) (المصدر متاح عند الطلب). ويُظهر المقطع ما لا يقل عن ستة قبور. وقد ظهرت هذه القبور لأول مرة في صور الأقمار الصناعية التابعة ل بلانِت وماكسار بتاريخ 14 يوليو (استُخدمت صور 17 يوليو في الشكل 2 بسبب دقتها الأعلى). كما تُظهر صور القمر الصناعي “سنتينل-2” اضطرابات في الأرض بموقع الدفن بين 13 و18 يوليو، مما يشير إلى أن القبور أُنشئت بعد 12 يوليو.

موجات النزوح

وفقاً لتقرير عاجل أصدرته المنظمة الدولية للهجرة عبر نظام تتبع موجات النزوح بتاريخ 13 يوليو، فقد نزحت نحو 675 أسرة بين 11 و12 يوليو من قريتي الكُردي وشق النُعَم بمحلية بارا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.