لاحظ فريق شاهد السودان أولى مراحل الحملة ضد الكنابي في أواخر أكتوبر. ففي 24 أكتوبر، شارك حساب مؤيّد للقوات المسلحة السودانية فيديو على منصة “إكس”، صوّره مقاتل من قوات الدعم السريع في السريحة بالجزيرة. وقد تحقّق شاهد السودان من صحة الفيديو، الذي صُوِّر بعد هجوم قوات الدعم السريع على القرية.
وجاء في تعليق الفيديو:
“بمساعدة أبناء الكنابي المجاورين للسريحة، الرجل الذي يرتدي كدمول ويشير إلى المسجد هو أحد أبناء الكنابي الذين عاشوا بين سكان المدينة.”
ويُوحي هذا التعليق بأن المقاتل الذي صوّر الفيديو من الكنابي ويتعاون مع قوات الدعم السريع. وقد حصد هذا المنشور تفاعلًا واسعًا، إذ تجاوزت مشاهداته 119,000 مشاهدة.
وفي مثال آخر بتاريخ 3 نوفمبر، شارك حساب مؤيّد للقوات المسلحة السودانية فيديو على “إكس”، يُزعم أنه صُوِّر من قبل مقاتل من قوات الدعم السريع في رفاعة بالجزيرة. يُظهر الفيديو أشخاصًا يحملون أشياء على رؤوسهم ويمشون في الاتجاه المعاكس، وجاء في هامش المنشور:
“يُظهر الفيديو سكان الكنابي ينهبون ما تبقّى من ممتلكات المدنيين في الأجزاء الشرقية من الجزيرة. […] خانت أحياء الكنابي الجزيرة، وخانت الأحياء العشوائية الخرطوم.”
وقد انتشر هذا المنشور على نطاق واسع، محققًا أكثر من 115,000 مشاهدة. وادّعت حسابات مؤيّدة للقوات المسلحة السودانية زورًا أن مؤتمر الكنابي – الذي يمثل مجتمعات الكنابي ويطالب بحقوق متساوية لها – قد انحاز رسميًا إلى قوات الدعم السريع. كما زعمت أن جعفر محمدين، الأمين العام لمؤتمر الكنابي، أصدر بيانًا يؤيد فيه هذه القوات شبه العسكرية.
ولتعزيز هذه الادعاءات، جرى تداول صور مزوّرة. ففي 8 نوفمبر، شارك حساب مؤيّد للقوات المسلحة السودانية منشورًا يتضمّن لقطة شاشة لمقال إخباري يدّعي أن محمدين أعلن دعمه لقوات الدعم السريع. وقد أكّد فريق شاهد السودان أن الصورة المزعومة أنشأها حساب منصة “الخرطوم 1821” المؤيّدة للقوات المسلحة السودانية على فيسبوك، ونُشرت لأول مرة في 18 أغسطس 2023.
في بث مباشر على فيسبوك في 8 نوفمبر، كرر حسبو دفع الله السناري، وهو مؤثر مؤيد للقوات المسلحة السودانية، االدعاء قائال:
“الأمين العام لمؤتمر الكنابي أعلن انضمامه لقوات الدعم السريع. اللعنة على الكنابي، […] أي معسكر “كمبو” داخل الجزيرة، إذا كان هذا البيان يمثلكم، وتصرفتم بغباء، ستتعرضون للضرب.”
نفى محمدين بشدة دعم القوات المسلحة السودانية أو قوات الدعم السريع، وأدان التحريض على العنف ضد شعب الكنابي. وقال في بيان على فيسبوك:
“نحن في مؤتمر الكنابي لم نصدر أي بيان تأييد أو دعم لأي جهة. نؤكد أن هذا البيان المزيف يمثل صاحب البث المباشر الحقير والجبان والعنصري، […] الذي يمثل جزءًا من الحملة الشرسة التي يشنها ضد شعب الكنابي. نحمل المسؤولية عن أي عمل إجرامي ضد سكان الكنابي لأولئك الذين يروجون للفتنة والتحريض ضدهم. نطالب باعتقال العنصري حسبو دفع الله السناري ومحاسبته.”
هذه الحملة، التي تبدو منسّقة، من خطاب الكراهية المدعوم بمحتوى معاد تدويره ومضلّل، تزيد من خطر العنف والانتقام ضد مجتمع هشّ بطبيعته. ومن خلال محاولة نسب انتهاكات قوات الدعم السريع إلى الكنابي ومجموعات أخرى في البلاد واتهامهم بالتعاون، تضع هذه السرديات المجتمعات المهمشة في خطر العنف العرقي والاعتقالات التعسفية.
في 15 ديسمبر، أفاد سودان وور مونيتور بأن مؤتمر الكنابي صرّح بأن القوات المسلحة السودانية شنّت هجومًا على معسكر “كمبو سبعة ود حامد” التابع لمحلية المناقل بالجزيرة في 4 ديسمبر، “تحت تأثير خطاب الكراهية.”
وفي بث عبر راديو دبنقا في 15 ديسمبر، اتهم محمدين حلفاء القوات المسلحة السودانية بقتل 70 من سكان المعسكر في الجزيرة. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، لم يستطع فريق شاهد السودان التحقق من هذه الادعاءات.
وعلى الرغم من ذلك، سيواصل الفريق مراقبة والتحقيق في محتوى وسائل التواصل الاجتماعي المتعلّق بهذه التقارير