عنفٌ في الجزيرة عقب سيطرة القوات المسلحة السودانية على ود مدني

< 1 min read

Sudan Witness

Sudan Witness's photo

Summary

Share Report

تحققَ مركز صمود المعلومات من خمسة مقاطع فيديو، تُظهر القوات المسلحة السودانية أو القوات التابعة لها تعتدي على أشخاص غير مسلحين ويرتدون مالبس مدنية في الجزيرة، عقب سيطرة القوات المسلحة السودانية على عاصمة الوالية، ود مدني، في 11 يناير

مقدمة

استعادت القوات المسلحة السودانية سيطرتها على ود مدني، عاصمة والية الجزيرة، في 11 يناير. وكانت قوات الدعم السريع تسيطر على المدينة ألكثر من عام بعد شنّ ً ها هجوم .2023 ومنذ ا عليها في ديسمبر تقدم القوات المسلحة السودانية باتجاه ود مدني، ظهرت العديد من مقاطع الفيديو على اإلنترنت تزعم وقوع انتهاكات لحقوق اإلنسان في المدينة، بما في ذلك االعتقاالت، والعنف الجسدي، وعمليات القتل. تحقق مركز صمود المعلومات من خمسة مقاطع فيديو تُظهر القوات المسلحة السودانية أو القوات التابعة لها، تعتدي على أشخاص غير  مسلحين ويرتدون مالبس مدنية. ورغم أن جميع هذه المقاطع نشرت على الانترنت مصحوبة بادعاءات بأن الضحايا كانوا منسوبين لقوات الدعم السريع أو متعاونين معها، لم يتمكن مركز صمود المعلومات من التحقق من صحتها.

Latest reports, direct to your inbox

Be the first to know when we release new reports - subscribe below for instant notifications.

الشكل :1 لمحة عامة عن الحوادث التي تم التحقق منها في ود مدني بين 11 و15 يناير .2025 المصدر: اسري

الفيديو الاول:

اعتدى جنود يرتدون زي القوات المسلحة السودانية، بالركل على محتجزين بمالبس مدنية في قرية الكريبة، 12 يناير.

في 12 يناير، نشر حساب مؤيد للقوات المسلحة السودانية على منصة اكس مقطع فيديو مصحوبًا بتعليق تحريضي، يقول هذا مصير من يصفهم بأنهم “كالب” و”أوغاد تابعون لقوات الدعم السريع” في ود مدني. يُظهر المقطع جنودًا مسلحين يرتدون زي القوات المسلحة السودانية وهم يركلون محتجزين بمالبس مدنية، متهمين إياهم بأنهم مقاتلون ينتمون إلى قوات الدعم السريع من القرية. تمكن مركز صمود المعلومات من تحديد الموقع الجغرافي ُ أنه صوّر على بعد نحو للمشهد، مؤكدا 100 متر غرب قرية الكريبة، وهي بلدة ً تبعد 2 كيلومتر عن ود مدني، ورجحت التحقيقات أن الواقعة حدثت في 11 يناير. الجنود يرتدون زيًا عسكريًا بنقشة تمويه خضراء داكنة، وهو نفس الزي الذي يرتديه مقاتلو القوات المسلحة السودانية والمليشيات المتحالفة معها. يظهر أحد الجنود وهو يمر أمام الكاميرا مرتديًا شارة علم السودان على كتفه األيمن. كما يظهر مقاتلون آخرون متورطون في االعتداء على المحتجزين وهم يرتدون قمصانًا سوداء، ووشاحات رأس سوداء، وسراويل تتنوع بين التمويه العسكري والجينز. وعلى الرغم من عدم تمكن مركز صمود المعلومات من تأكيده لهويتهم أو تبعيتهم، إال أن المالبس السوداء والوشاحات تتطابق مع زي قوات المهام الخاصة التابعة للقوات المسلحة السودانية، والتي يُعرف عناصرها بارتداء هذه المالبس. في 12 يناير، زعم حساب مؤيد للقوات المسلحة السودانية أن القوات المسلحة السودانية نصبت كمينًا لقوة تابعة لقوات الدعم السريع أثناء فرارها جنوب غرب قرية الكريبة، واستولت على نحو خمسين مركبة، وألقت القبض على جميع أفراد القوة. ومع ذلك، لم يتمكن مركز صمود المعلومات من التحقق من صحة هذه االدعاءات، كما لم يتمكن الفريق من التأكد مما إذا كان المدنيون الذين ظهروا في مقطع الفيديو ينتمون بالفعل إلى تلك القوة التابعة لقوات الدعم السريع.

Figure 2: footage of armed men in military uniform attacking men in civilian clothing in El Keriba on 11 January [14.418088, 33.459225]. Source: Telegram, Google Earth.

مشاهد تُظهر مسلحين يرتدون زيًا عسكريًا وهم يهاجمون رجالا بملابس مدنية في القرية يوم 11 يناير ],14.418088 الشكل :2  33.459225[. المصدر: جوجل ارث، اكس

الفيديو الثاني: َ

ألقي 13 رجل بمالبس مدنية من جسر حنتوب قرب ود مدني، يناير. في 13 يناير، نشر قناة مؤيدة لقوات الدعم السريع على تيليغرام، مقطع فيديو يُظهر رجالً بمالبس مدنية، يتعرض العتداء جسدي على يد جنود، قبل أن يتم إلقاؤه من فوق جسر وإطالق النار عليه عدة مرات. تمكن فريق مركز ً أن الحادثة صمود المعلومات من تحديد الموقع الجغرافي للمشهد، مؤكداً ان الحادثة وقعت على جسر حنتوب، الذي يعبر نهر النيل األزرق ويقع على بعد نحو 3 كيلومترات من وسط مدينة ود مدني. تعرف فريق مركز صمود المعلومات على الشارات التي على الزي العسكري الذي يرتديه الجنود، والتي تشير الى انهم ينتمون الى لواء البراء بن مالك. بحسب ما جاء في النص المرفق بالفيديو، تنفذ القوات المسلحة السودانية عمليات إعدام بحق شبان ]مدنيين[ في ود مدني، ويُزعم أن الرجل الذي ظهر في المقطع واحد منهم. ومع ذلك، يشير تحليل محتوى المحادثة في الفيديو إلى أن الواقعة نُفذت بدافع االنتقام، مع توجيه اتهام ضمني للضحية باالنتماء إلى قوات الدعم السريع. يظهر هذا االتهام من خالل استخدام مصطلح “أم كوكات”، وهو مصطلح جديد شائع االستخدام بين القوات المسلحة السودانية وحلفائها في الجزيرة لإلشارة إلى قوات الدعم السريع. يُسمع في الفيديو صوت المصور وهو يقول: ً “اضرب الحيوان، عايز تقع؟ يال اجري، اجري، ]أنا[ ألعن أهلك. )…( انتقاما ً لكل شهدائنا، انتقاما لكل شهدائنا. )…( اضرب الشاذ أم كوكات”. لم يتمكن فريق مركز صمود المعلومات من التحقق من هوية الضحية أو خلفيته، كما لم يستطع التأكد من صحة أي من االدعاءات بشأن انتمائه في وقت إعداد هذا التقرير.

Figure 3: footage of men in military uniform pushing a man in civilian clothing being pushed off Hantoub Bridge near Wad Madani on 13 January [14.427452, 33.507015]. Source: Telegram, Google Earth.

مشاهد تُظهر رجالاً بزي عسكري يدفعون رجاًل الشكل :3 بمالبس مدنية من على جسر حنتوب قرب ود مدني يوم 13 يناير ],14.427452 33.507015[. المصدر: تيليغرام، جوجل ارث.

الفيديو الثالث:

رجل يرتدي زي القوات المسلحة السودانية أو القوات التابعًة لها، يقف بجانب جثة مهددًا بأن “المتعاونين مع قوات الدعم السريع سيواجهون المصير ذاته” في ود مدني، 14 يناير .

في 14 يناير، نشر حساب مؤيد لقوات الدعم السريع على منصة اكس مقطع فيديو يُظهر جثة لرجل بمالبس مدنية ملقاة على األرض، ويداه مقيدتان خلف ظهره. تمكن مركز صمود المعلومات من تحديد الموقع الجغرافي للمشهد، الذي وقع في شارع بوسط مدينة ود مدني. يظهر في الفيديو رجل يرتدي زيًا مموهًا أخضر داكنًا يشبه زي القوات المسلحة السودانية أو القوات المتحالفة معها، وهو يقف بجانب الجثة قائاًل: “طبعًا، ده مصير أي واحد من ]قوات الدعم السريع[ وأي زول يتعاون مع الناس ديل. ده مصيرهم: الموت. ]…[ الله أكبر، والقوات المسلحة صمام أمان السودان. ما في بديل للقوات المسلحة غير القوات المسلحة.” في نفس اليوم، نشر صحفي مقطع فيديو على منصة اكس يُظهر مشهدًا مشابهًا. يظهر في الفيديو، رجل يرتدي مالبس مدنية مشابهة لما ظهر في الفيديو السابق وهو ال يزال على قيد الحياة، مستلقيًا على األرض. بعد ذلك، يتم ذبحه على يد رجل يرتدي زيًا عسكريًا مشابهًا لزي القوات المسلحة السودانية أو إحدى القوات المتحالفة معها، وهو نفس الزي الذي كان يرتديه أحد الجناة في الفيديو األول. رغم تحديد مركز صمود المعلومات، أن الفيديوهين لم يُصورا في الموقع نفسه، إال أنه من المحتمل أن الجثة نُقلت بعد تنفيذ عملية القتل. تأكد الفريق أن كال المقطعين أصليان. ويبدو في كال الفيديوهين، أن الرجل المرتدي الزي العسكري، يحمل شارة تشبه تلك الخاصة بقوات درع السودان، وهي قوة تابعة للقوات المسلحة ً السودانية. ومع ذلك، نظرا لرداءة جودة الفيديو، لم يتمكن الفريق من التحقق من ذلك بشكل قاطع.

Figure 4: footage showing a man in military uniform standing next to the body of a man in civilian clothing in Wad Madani on 14 January [14.400358, 33.521649]. Source: Telegram, Google earth.

مشاهد تُظهر رجاًل الشكل :4 بزي عسكري يقف بجانب جثة رجل بمالبس مدنية في ود مدني يوم 14 يناير ],14.400358 33.521649[. المصدر: اكس، جوجل ارث.

الفيديو الرابع:

 في 14 يناير، ظهر رجال يرتدون زي جهاز المخابرات العامة ويعتقلون أشخاصا في قرية درويش. وفي التاريخ ذاته، نشر حساب مؤيد للقوات المسلحة السودانية مقطع فيديو على فيسبوك يظهر فيه مالا يقل عن خمسة رجال غير مسلحين يرتدون مالبس مدنية وهم يتعرضون للاعتقال ويُجبرون على الصعود إلى مؤخرة شاحنة. تم تقييد أيديهم خلف ظهورهم، وتعرضوا للجلد أثناء دخولهم إلى الشاحنة. تمكن مركز صمود المعلومات من تحديد الموقع الجغرافي للمشهد، والذي وقع داخل مجمع صغير في قرية درويش، الواقعة على بعد نحو 19 ً كيلومترا جنوب غرب ود مدني. ُأرفق الفيديو بتعليق يزعم أن المعتقلين هم عناصر من ميليشيا قوات الدعم السريع، لكن لم يتمكن مركز صمود المعلومات من التحقق من صحة هذا االدعاء. في نهاية الفيديو، يظهر مدنيون يحتفلون خارج المجمع. وبعد التحليل، خلص فريق مركز صمود المعلومات إلى أن الفيديو أصلي. كما أظهر تحليل الظالل باستخدام أداة صن كالك، أن المشهد تم تصويره بين الساعة 14:00 و16:00 بالتوقيت المحلي )+2UTC). **مالا يقل عن أربعة من الرجال نفذوا الاعتقالات، يرتدون زيًا مموهًا باللونين األخضر واألحمر، ويحملون شارات تُعرف بأنها تُرتدى عادةً من قبل عناصر جهاز المخابرات العامة. كما يظهر رجالن آخران يرتديان سراويل مموهة خضراء وقمصانًا أو وشاحات رأس، وهي مالبس تتطابق مع الزي الذي ترتديه الميليشيات المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية. نشر نفس الحساب المؤيد للقوات المسلحة السودانية مقطع فيديو ثان على فيسبوك يوم 14 يناير، يظهر فيه رجال يرتدون زي جهاز المخابرات العامة وهم يحتفلون فوق شاحنة برفقة مدنيين، يُزعم أنهم في قرية درويش. قام مركز صمود المعلومات بمطابقة عدة عناصر مرئية بين الفيديوهين، مما يشير إلى أن الفيديو الثاني تم تصويره خارج المجمع مباشرةً بعد تصوير الفيديو األول. ومع ذلك، لم يعثر مركز صمود المعلومات حتى اآلن على أي لقطات تؤكد ما حدث للمعتقلين بعد ذلك.

Figure 5: footage showing detention of men in civilian clothing in Darwish village on 14 January [14.313489, 33.457436]. Source: Facebook, Google Earth

الشكل :5 مشاهد تُظهر احتجاز رجال بمالبس مدنية في قرية درويش يوم 14 يناير .]33.457436 ,14.313489[

الفيديو الخامس:

جثث بمالبس مدنية داخل مجمع في ود مدني، 15 يناير في 15 يناير، نشر مؤثر مؤيد لقوات الدعم السريع مقطع فيديو على منصة اكس، يُظهر ما ال يقل عن 20 جثة، جميعها ترتدي مالبس مدنية. تمكن حساب اوينست على منصة اكس، من تحديد الموقع الجغرافي للمشهد عند الركن الشمالي الغربي من تقاطع شارع ود كنان في ود مدني، على بعد 4.5 كيلومترات شمال غرب وسط المدينة. و تحقق مركز صمود المعلومات من صحة هذا التحديد. في نفس اليوم، تم نشر صورة على قناة تيليغرام مؤيدة لقوات الدعم السريع تُظهر فردًا يرتدي زيًا عسكريًا شائعًا لدى القوات المسلحة السودانية وهو يقف فوق نفس الجثث التي ظهرت في الفيديو. يمكن سماع الجناة في الفيديو وهم يشيرون إلى المحتجزين ب “أوالد الضيوف”، وهو تعبير يستخدم عادةً لإلشارة إلى قوات الدعم السريع، مما يوحي بأن الضحايا لم يكونوا سودانيين. ومع ذلك، تدعي التسمية المرفقة بالصورة أن الضحايا ينتمون إلى قبيلة الزغاوة. لم يتمكن مركز صمود المعلومات من التحقق من صحة أي من االدعاءين.

Figure 6: geolocation of footage showing bodies along Wad Kanan Street on 15 January [14.416900, 33.486720]. Source: X, Esri

الشكل :6 تحديد الموقع الجغرافي لمشاهد تُظهر جثثًا على طول شارع ود كنان يوم 15 يناير ] .]33.486720 ,14.416900 المصدر: اكس، اسري

الخاتمة

تُظهر التطورات األخيرة في الجزيرة تشابهً ً ا واضحا مع األحداث التي وقعت في ديسمبر 2023 خالل سيطرة قوات الدعم السريع على المنطقة. خالل تلك الفترة، قام مركز صمود المعلومات بجمع والتحقق من عدة مقاطع فيديو تُظهر مجموعات تابعة للقوات المسلحة السودانية وهي تنفذ عمليات اعتقال واعتداءات على رجال بمالبس مدنية في ود مدني والمناطق المحيطة، بدعوى أنهم مرتبطون أو متعاطفون مع قوات الدعم السريع. يمكن العثور على مزيد من التفاصيل في هذا التقرير. كما وثّق مركز صمود المعلومات عدة مقاطع فيديو أخرى يُزعم أنها تُظهر انتهاكات ضد مدنيين في ود مدني، لكنه لم يتمكن بعد من التحقق من صحتها، وال تزال تتابع التطورات في والية الجزيرة. فضالً عن ذلك، يراقب المركز األحداث الجارية في قرى عدة بالجزيرة، حيث وردت تقارير عن هجمات مزعومة على مجتمعات الكنابي.

Share Report