اجتياح معسكر زمزم: حرائق وعنف بالغ ونزوح جماعي في أعقاب هجوم قوات الدعم السريع على شمال دارفور

< 1 min read

 's photo

صور الأقمار الصناعية من بلانيت بتاريخ 14 أبريل، تظهر آثار الحروق في مخيم زمزم [13.497876، 25.296134]. المصدر: بلانيت.

Share Report

النتائج الأساسية 

في 11 أبريل، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا واسع النطاق على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بُعد 15 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور. 

تحقّق مركز صمود المعلومات من عدة مقاطع مصوّرة توثّق انتهاكات لحقوق الإنسان تلت الهجوم، بالإضافة إلى أضرار جسيمة ناتجة عن الحرائق في مختلف أنحاء المخيم. بين 11 و16 أبريل، سجّل نظام إدارة معلومات حرائق الغابات التابع لوكالة الفضاء الأمريكية 88 نقطة حرارية في المنطقة. وتُظهر صور الأقمار الصناعية من شركةبلانيتأنماط احتراق متفرقة ترجّح فرضية الحرق المتعمّد. 

تفيد تقارير ثانوية أن ما بين 60,000 و80,000 أسرة قد نزحت من المخيم خلال يومي 13 و14 أبريل. وقد وثّقت مقاطع مصوّرة موثوقة حركة نزوح جماعي نحو الشمال الغربي، باتجاه منطقة تاويلا. 

رصد مركز صمود المعلومات ظهور مقاتل من قوات الدعم السريع في ثلاثة مقاطع موثوقة على الأقل، يظهر فيها وهو يشارك في انتهاكات لحقوق الإنسان، من بينها احتجاز رجال مسنين وتنفيذ عملية إعدام بحق رجل يرتدي ملابس مدنية. 

 

مقدمة 

في 11 أبريل، شنّت قوات الدعم السريع هجومًا على مخيم زمزم للنازحين، الواقع على بُعد 15 كيلومترًا جنوب مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور. في 14 أبريل، نشرت القناة الرسمية لقوات الدعم السريع على تليغرام بيانًا ادّعت فيه أن العملية كانتتحريريةوأنه لم يُصب أيّ مدني بأذى. إلا أن مركز صمود المعلومات تحقّق من محتوى مصوّر من مدنيين يُظهر انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، كما حلّل، صورًا أقمارية، تُؤكّد وقوع أضرار بالغة نتيجة حرائق في أنحاء متفرقة من المخيم. وأظهرت مقاطع أخرى موثوقة، تحقّق منها المركز، موجات نزوح جماعي للمدنيين في أعقاب الهجوم. 

أوى مخيم زمزم في لحظة الهجوم، ما يُقدَّر بنحو 500 ألف نازح، معظمهم قدموا خلال الأشهر الأخيرة بسبب موجات العنف المتكررة في مدينة الفاشر والقرى المجاورة. وفي يوليو 2024، أعلنت لجنة مراجعة المجاعة رسميًا عن وجود مجاعة داخل المخيم. وقد برّرت قوات الدعم السريع مرارًا هجماتها على مخيم زمزمالذي سبق أن استُهدف في فبراير الماضيبادّعاءات غير مؤكدة تفيد باستخدام جماعات موالية للجيش السوداني للمخيم كقاعدة عسكرية. 

الشكل 1: خريطة شاملة تُظهر المواقع والأحداث التي وقعت خلال الهجوم على مخيم زمزم للنازحين بين 11 و13 أبريل 2025. 
المصدر: مركز صمود المعلومات، وإسري، وهير، ومساهمو خريطة الشارع المفتوحة، ومجتمع مستخدمي نظم المعلومات الجغرافية. 

Latest reports, direct to your inbox

Be the first to know when we release new reports - subscribe below for instant notifications.

 

حرائق وأضرار في معسكر زمزم 

بدأت قوات الدعم السريع هجومها على مخيم زمزم يوم الجمعة الموافق 11 أبريل. رصد مركز صمود المعلومات عدداً كبيراً من النقاط الحرارية، إضافة إلى أضرار واسعة النطاق ناجمة عن الحرائق في أنحاء المخيم خلال الأيام التالية. سجّلت بيانات ناسا فيرمس ظهور 88 نقطة حرارية في مخيم زمزم بين 11 و16 أبريل (انظر الشكل 2). 

الشكل 2: بيانات ناسا فيرمس تُظهر 88 نقطة حرارية تم رصدها فوق مخيم زمزم بين 11 و16 أبريل 2025. 
المصدر: ناسا فيرمس. 

أظهرت صور الأقمار الصناعية من بلانيت بتاريخ 13 أبريل، تصاعد أعمدة دخان من منطقتين سكنيتين جنوب غرب السوق في مخيم زمزم (انظر الشكل 3). كما بيّنت مقارنة بين صور التُقطتها بلانيت في 10 و14 أبريل ظهور آثار حروق جديدة في محيط السوق وفي عدة مناطق سكنية داخل المخيم (انظر الشكل 4). 
تشير أنماط الأضرار الناتجة عن الحريق، حيث طالت مساحات محددة دون غيرها (الشكل 5)، وظهرت بقع محترقة متفرقة تفصل بينها مناطق خالية من آثار الحريق، إلى وجود مؤشرات قوية على أن الحرائق كانت متعمدة. 
كما توثّق مقاطع مصوّرة، تحقق منها اندلاع حرائق في مناطق قريبة من وجود عناصر قوات الدعم السريع، بدءًا من 11 أبريل. 

الشكل 3: صور أقمار صناعية من بلانيت بتاريخ 13 أبريل 2025 تُظهر أعمدة دخان تتصاعد من مناطق سكنية في مخيم زمزم [13.485، 25.303]. 
المصدر: بلانيت.

الشكل 4: صور أقمار صناعية من بلانيت بتاريخي 10 و14 أبريل تُظهر ظهور آثار حروق في مخيم زمزم. يشير انتشار الأضرار الناتجة عن الحريق في مواقع متفرقة، وظهور بقع محترقة متباعدة دون وجود علامات لحريق متصل بينها، إلى احتمالية أن تكون الحرائق قد أُضرمت عمدًا. 
المصدر: بلانيت. 

الشكل 5: صور أقمار صناعية من بلانيت بتاريخ 14 أبريل تُظهر آثار حروق في المناطق السكنية شرق مخيم زمزم [13.478839، 25.295304]. تُبيّن الصور الفضائية انتشار الأضرار الناتجة عن الحريق في مواقع متفرقة، مع ظهور بقع محترقة متباعدة دون علامات لحريق متصل بينها، ما يُرجّح فرضية الحرق المتعمّد. 
المصدر: بلانيت، مع تعليقات توضيحية من إعداد مركز صمود المعلومات.

 

عنف بالغ وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان 

في 14 أبريل، نشرت رويترز مقالًا نقلاً عن مصادر في الأمم المتحدة، أفادت فيه بأن أكثر من 300 شخص قُتلوا في مخيم زمزم والمناطق المحيطة به بين 11 و14 أبريل.
ورغم أن مركز صمود المعلومات لم يتمكن من تأكيد عدد الضحايا، فإن مقاطع مصوّرة موثوقة توثّق وقوع انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في أنحاء متفرقة من مخيم زمزم خلال الفترة ذاتها، بما في ذلك احتجاز رجال مسنين، وآثار لمجزرة، وتنفيذ إعدام بحق أحد المدنيين. 

يقدّم هذا القسم عرضًا لأربعة مقاطع موثّقة توثّق تدخّلات عنيفة في حق المدنيين بتاريخ 11 أبريل. 

في أحد المقاطع التي نُشرت في قناة مؤيدة لقوات الدعم السريع على تليغرام بتاريخ 11 أبريل، تظهر مشاهد ما بعد مجزرة. رصد مركز صمود المعلومات ما لا يقل عن عشر جثث لأشخاص يرتدون ملابس مدنية ممددة على الأرض، بينما يظهر مقاتل مسلح يرتدي زيّ الدعم السريع وهو يحتفل إلى جانبهم (انظر الشكل 6). وتظهر على بعض الجثث آثار دماء على الملابس، ويبدو أن بعضها قد أُصيبت بطلقات نارية. 

الشكل 6: تحديد الموقع الجغرافي لمقطع مصوَّر يُظهر جثث مدنيين ملقاة على الأرض في مخيم زمزم للنازحين، شمال دارفور، بتاريخ 11 أبريل [13.481961، 25.308007]. 
المصادر: غوغل إيرث وتليغرام.

 يظهر مقطع موثوق ثانٍ، نُشر في قناة أخرى مؤيدة لقوات الدعم السريع على تليغرام بتاريخ 11 أبريل، مجموعة من مقاتلي الدعم السريع جنوب موقع المجزرة مباشرة (انظري الشكل 7). يظهر في المقطع دخول المجموعة إلى مرفق التأمين الصحي القومي، وذلك بعد إطلاق النار في حي سكني تظهر فيه عدة مبانٍ تلتهمها النيران. 
كما نُشر مقطع آخر على فيسبوك، صُوّر من داخل المرفق نفسه، مرفق بتعليق يدّعي أن المشاهد توثّق مركز الرعاية الصحية في مخيم زمزم، حيث يُزعم أن مقاتلي قوات الدعم السريع قتلوا مرضى وأفرادًا من الطاقم الطبي. لم يتمكن مركز صمود المعلومات من التحقّق مما إذا كانت اللقطات توثّق الموقع نفسه الظاهر في الفيديو السابق. 

الشكل 7: تحديد الموقع الجغرافي لمقطع مصوَّر يُظهر مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يدخلون مركز التأمين الصحي القومي في مخيم زمزم للنازحين، شمال دارفور، بتاريخ 11 أبريل [13.48107، 25.30772]. 
المصادر: غوغل إيرث وتليغرام.

 

يُظهر مقطع موثوق ثالث، نُشر في قناة مؤيدة لقوات الدعم السريع على تليغرام، رجالًا يرتدون زيّ الدعم السريع وهم يحيطون بمجموعة من كبار السن، ويستجوبونهم بشأن موقع قاعدة تابعة لتجمّع قوى تحرير السودان، قبل أن يقتادوهم إلى داخل مسجد (انظري الشكل 8). 

ويَظهر أحد هؤلاء الرجال لاحقًا في مقطع موثوق رابع، نُشر في 11 أبريل من قبل حساب مؤيد للقوات المسلحة السودانية على منصة إكس [مشاهد صادمة]. يُظهر الفيديو ثلاثة رجال بملابس مدنية ممددين على الأرض، يُنفَّذ حكم الإعدام بحق أحدهم على الأقل. الجاني يرتدي ملابس مدنية، ويظهر إلى جانبه ما لا يقل عن رجلين بزيّ قوات الدعم السريع. 

وقعت المشاهدتان على بُعد نحو 100 متر من بعضهما البعض، قرب مسجد في المنطقة الجنوبية من مخيم زمزم. 

الشكل 8: مقاطع مصوّرة تم تحديد مواقعها الجغرافية تُظهر مقاتلي قوات الدعم السريع وهم يحتجزون رجالًا مسنين (الفيديو 3) ويُقدمون على إطلاق النار على أحد المدنيين (الفيديو 4) في مخيم زمزم للنازحين، شمال دارفور، بتاريخ 11 أبريل. 
إحداثيات الفيديو 3: 13.47301، 25.30653 
إحداثيات الفيديو 4: 13.47196، 25.30666 
المصادر: تليغرام (الفيديو 3) وإكس (الفيديو 4) 

النزوح القسري 

أدّت الهجمات إلى موجات نزوح جماعي. ففي 13 أبريل، أفادت شبكة تتبّع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة بأن ما يقارب 3,190 أسرة قد نزحت من مخيم زمزم للنازحين بين 11 و12 أبريل. وأشار التنبيه العاجل إلى أن هذه الأسر تحرّكت باتجاه الفاشر وتاويلا. وفي 14 أبريل، نشرت الشبكة تحديثًا يُفيد بأن ما بين 60,000 و80,000 أسرة إضافية قد نزحت من المخيم بين 13 و14 أبريل. 

وبحسب معطيات شهادية نُشرت في شبكة عاين في 13 أبريل، تعرّض أشخاص فارّون من العنف في زمزم لهجمات من قبل جماعات مسلّحة على امتداد الطريق. ورغم أن مركز صمود المعلومات لم يتمكن من تأكيد هذه الروايات، فإن عدّة مقاطع مصوّرة أظهرت مدنيين محاطين بمقاتلي الدعم السريع وآلياتهم، إلى جانب لقطات لمدنيين يُستوقفون أو يُستجوبون من قبل رجال يرتدون زيّ الدعم السريع. ويُظهر أحد المقاطع الموثوقة، الذي نُشر في قناة مؤيدة للدعم السريع على تليغرام في 13 أبريل، مجموعة من المدنيين، من بينهم نساء وأطفال، يتم إيقافهم وتفتيشهم على الطريق الرئيسي. ويبدو من المشاهد أنهم يحملون حقائب، ما يُشير إلى أنهم قد يكونون في حالة فرار من المنطقة. 

كما تحقّق مركز صمود المعلومات من مقطع مصوَّر نُشر على فيسبوك من قبل حسابتراث دارفور، وهو حساب سوداني يُعنى برصد أثر العنف على المدنيين، بتاريخ 14 أبريل، ويُظهر حشودًا كبيرة من المدنيين يفرّون من مخيم زمزم باتجاه الشمال الشرقي على طريق تاويلا (انظري الشكل 9). ويظهر مقاتلو الدعم السريع في المقطع وهم يشجّعون المدنيين على المضي قدمًا، مدّعين أنهم لن يلحقوا بهم أي أذى. كما رصد المركز عدّة مقاطع تُظهر مجموعات كبيرة من المدنيين يُزعم أنهم وصلوا إلى تاويلا بين 13 و15 أبريل، عقب تصاعد العنف في الفاشر، إلا أن هذه المقاطع لم تُتحقّق بعد. 

 

الشكل 9: مقطع مصوَّر تم تحديد موقعه الجغرافي يُظهر نزوح المدنيين من مخيم زمزم للنازحين، شمال دارفور [13.50977، 25.26889]. 
المصادر: غوغل إيرث، فيسبوك، وبلانيت

 

 

الجهة المنفّذة

تحقّق مركز صمود المعلومات من وجود واضح ومكثّف لقوات الدعم السريع داخل مخيم زمزم أثناء الهجوم، وقد تم التعرف على عناصرها من خلال زيّهم العسكري وشاراتهم المميّزة. وتم تحديد هوية أحد مقاتلي قوات الدعم السريع في ثلاثة مقاطع موثوقة منفصلة على الأقل، تُظهر مشاركته في تنفيذ إعدام، واحتجاز قسري، وظهوره إلى جانب عناصر آخرين من القوات نفسها أثناء دخولهم إلى مركز التأمين الصحي القومي، وجميع هذه الوقائع حدثت في 11 أبريل (انظري الشكل 10، القسم 2.2 لمزيد من التفاصيل حول الحوادث). 

الشكل 10: لقطات شاشة وإحداثيات لمقاتل من قوات الدعم السريع تم التحقّق من ظهوره في ثلاثة مقاطع مصوّرة منفصلة توثّق الهجوم على مخيم زمزم 
[13.471961، 25.306659] 
[13.473011، 25.306526] 
[13.481018، 25.307691] 
المصادر: إكس، وتليغرام، وتليغرام

 

إلى جانب التحقّق من وجود مقاتلي قوات الدعم السريع بزيّهم العسكري داخل المخيم أثناء الهجوم، أقرت القوات نفسها رسميًا بوجودها في زمزم. ففي 13 أبريل، نشرت قوات الدعم السريع بيانًا رسميًا على تليغرام، ادّعت فيه أنها دخلت المخيم لـ”تحريرهمن القوات المسلحة السودانية والعناصر الموالية لها، زاعمة أن هذه الأخيرة كانت تستخدم المخيم كموقع عسكري. وكانت قوات الدعم السريع قد استندت إلى السردية ذاتها لتبرير هجومها السابق على مخيم زمزم في 13 فبراير 2025 (انظر تقرير مركز صمود المعلومات، فبراير 2025). 

كما نشرت قوات الدعم السريع عدة مقاطع دعائية عبر قناتها على تليغرام، يظهر فيها عبد الرحيم دقلو وهو يتحدث إلى مدنيين. وقد أُرفق أحد المقاطع بتعليق يقول: “نائب قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول عبد الرحيم دقلو، يتفقد النازحين من الفاشر والمخيمات المجاورة، متعهّدًا بضمان سلامتهم وحمايتهم. لم يتمكن مركز صمود المعلومات من التحقّق من صحة المقطع، إلا أنه رجّح أن يكون قد صُوّر في الجهة الجنوبية من المخيم، استنادًا إلى أعمدة الدخان الظاهرة في مقطع آخر يبدو أنه صُوّر في الموقع نفسه. 

يواصل مركز صمود المعلومات رصد المقاطع الصادرة من مخيم زمزم والمناطق المحيطة به والتحقّق منها. 

 

[1] يُعدّ صندوق التأمين الصحي القومي مؤسسة حكومية تهدف إلى ضمان وصول السكان إلى الخدمات الصحية. 

Share Report