إحراق مستوطنات الكنابي مع انتشار رقعة العنف في الجزيرة

منذ تقدم القوات المسلحة السودانية في الجزيرة في 11 يناير 2025 )راجع شاهد السودان 15 يناير(، ظهرت تقارير عديدة تفيد بوقوع هجمات مزعومة ضد المدنيين. تحقق شاهد السودان من ستة حوادث مختلفة في ود مدني والمناطق المحيطة )راجع تقارير شاهد السودان الصادرة في 16 و31 يناير(.

أفادت عدة مصادر بأن مجتمع الكنابي المهمش في جنوب وشرق الجزيرة كان هدفًا للهجمات كجزء من حملة العنف المنتشرة في المنطقة. ورغم أن شاهد السودان لم يتمكن بعد من التحقق من وقوع هجمات محددة، إال أن تحليل المحتوى الذي أنشأه المستخدمون وصور األقمار الصناعية من بالنيت، أظهر أن ما ال يقل عن ثالث مستوطنات للكنابي تعرضت ألضرار ناجمة عن حرائق بين 11 و14 يناير، في هجمات يُرجح أنها تمت بفعل فاعل.

تم تحديد المستوطنات المتضررة جنوب وشرق ود مدني. ورغم أن قوات الدعم السريع كانت تسيطر على الوالية بالكامل بعد استيالئها على ود مدني في ديسمبر ،2023 لم يتمكن شاهد السودان من تأكيد وجود قوات الدعم ً السريع مؤخرا في القرى التي تعرضت للهجوم.

وقعت الهجمات المبلغ عنها على مجتمع الكنابي بعد عدة أشهر من خطاب الكراهية والدعوات للعنف ضدهم على اإلنترنت، حيث روجت حسابات مؤيدة للقوات المسلحة السودانية على وسائل التواصل االجتماعي لمزاعم تفيد بأن مجتمع الكنابي ساعد قوات الدعم السريع في الهجوم على السريحة بوالية الجزيرة في ديسمبر 2023 )راجع شاهد السودان ، 8 يناير(. األضرار الناجمة عن الحرائق التي تم التحقق منها

الاضرار الناجمة عن الحرائق التي تم التحقق منها

وفقًا لتقارير صادرة عن سودان وور مونيتور ودبنقا، فقد تعرضت أكثر من عشر مستوطنات للكنابي لهجمات منذ بداية يناير .2025 شاهد السودان استنادًا إلى تحليل صور األقمار الصناعية من بالنيت، حدد فريق شاهد ً السودان أضرارا في محيط ما ال يقل عن ثالث مستوطنات خالل يناير، وهي ُ كمبو الشكابة الجاك، مبروكة، والحديبة )دار السالم(.

في التقرير المشار إليه أعاله، أفاد سودان وور مونيتور بأن كنابي طيبة قد ً تعرضت أيضا لهجوم في 9 يناير، لكن شاهد السودان لم يتمكن من التحقق من ذلك بشكل مستقل. قدر شاهد السودان أن كمبو الشكابة الجاك، وهو مستوطنة غير رسمية تقع ُ جنوب شرق بلدة الشكابة الجاك، تعرض للحرق مرتين منفصلتين، األولى بين 11 و12 يناير، والثانية بين 13 و14 يناير.

في 13 يناير، نشر حساب خاص على منصة إكس مقطع فيديو مجمعًا، يتضمن مشهدًا في الدقيقة 00:51 يظهر مستوطنة مدمرة وآثار حرق على األرض. تم نشر نسخة أطول من نفس الفيديو من قبل حساب مؤيد لقوات الدعم السريع على إكس في 17 يناير.

يمكن سماع شخص، خارج إطار الكاميرا، وهو يحتفل بتدمير مستوطنة الكمبو ويدعي أن أفرادًا من مجتمع الكنابي المحلي قاموا بسرقة جيرانهم، قائلا:ً

“دمار! دمار! هذا هو ]الكمبو[. لم يعد هناك ]الكمبو[. ارتحنا منه والله، ارتحنا خالص. هؤالء هم الناس الذين سرقوا ممتلكات اآلخرين. الحمد لله، النار ال تزال مشتعلة. الحمد لله. واآلن عاد مشروع قصب السكر، الحمد لله. الشاحنات عادت لتحميل ]الكمبو[ مرة أخرى، الجزيرة مليئة بقصب السكر، والبركة في كل مكان، والله.”

حدد شاهد السودان الموقع الجغرافي للمقطع في كمبو الشكابة الجاك. أظهرت صور األقمار الصناعية من بلانيت، ظهور آثار حرق في جميع أنحاء المستوطنة بين 11 و12 يناير، مما دفع مركز صمود المعلومات إلى تقييم أن الفيديو تم تصويره على الأرجح بين 12 و13 يناير. كما أظهر تحليل صن كالك، أن الفيديو تم تسجيله صباحا بين الساعة 09:00 و11:00 بالتوقيت المحلي ) .)UTC+2

قام مركز صمود المعلومات أيض ٍ ا، بتحديد الموقع الجغرافي لمقطع فيديو ثان يُظهر سحابة دخان كبيرة تتصاعد من نفس المستوطنة )الشكل 3(. نشر حساب على فيسبوك الفيديو في 14 ً يناير، زاعما أن القوات المسلحة ُ السودانية والقوات المتحالفة معها أضرمت النار في كمبو الشكابة الجاك. أظهرت صور األقمار الصناعية من بالنيت ظهور آثار حرق جديدة في نفس المستوطنة بين 13 و14 يناير. بناءً على تحليل صور األقمار الصناعية، قدر مركز صمود المعلومات، أن الفيديو تم تصويره إما بين 11 و12 يناير أو بين 13 و14 يناير.

عالوة على ذلك، أظهرت صور األقمار الصناعية من بلانيت، ظهور آثار حرق جديدة في كمبو مبروكة بين 10 و11 يناير )الشكل 4(، وكذلك في كمبو الحديبة بين 11 و12 يناير )الشكل 5(. تتوافق األضرار التي تم تحديدها مع التقارير التي تفيد بتعرض هذه المستوطنات للهجوم.

. ً  في 10 يناير، نشر حساب مؤيد للقوات المسلحة السودانية ، منشورا في مجموعة على فيسبوك يزعم أن حلة التوم وكمبو دار السالم قد أصبحا تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية.

 في 14 يناير، نشر مستخدم على فيسبوك، يتابعه أكثر من 5000 شخص،  منشورا يدّعي فيه أن كمبو مبروكة، وكمبو١٦ ، ودار السالم قد احرقت بالكامل، وأن عدة أشخاص قُتلوا. لم يتمكن شاهد السودان من تأكيد عدد الضحايا.

المسؤولية

في 13 يناير، أصدر حزب المؤتمر السوداني بيانًا، أدان فيه العنف الممنهج ضد مجتمعات الكنابي بدوافع عرقية، تحت ذريعة تعاونهم مع قوات الدعم السريع. أفاد الحزب بأن القوات المسلحة السودانية والقوات المتحالفة معها شنت هجمات على سكان الكنابي، واختطفت وقتلت عددًا منهم، وأضرمت النار في منازلهم.

من جانبه، صرح جعفر محمدين، الامين العام لمؤتمر الكنابي، ل دبنقا بأن الهجمات شملت حاالت اغتصاب واعتداءات على األطفال. نشر مكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية السودانية بيانًا، على منصة إكس في 15 ً يناير، نفى فيه االتهامات الموجهة، مشيرا إلى أن “الحادثة الفردية لالعتداء” على كمبو طيبة، أحد مستوطنات الكنابي التي يُزعم استهدافها، ستتم التحقيق فيها بشكل شامل. ِ

لم يأت البيان على ذكر المستوطنات األخرى، بما في ذلك المناطق الثالث التي حدد فيها مركز صمود المعلومات أضرار الحرق. في 19 يناير، شاركت الجزيرة مباشر، مقطع فيديو لمراسلها في كمبو الطيبة أثناء حديثه مع السكان حول تجربتهم تحت سيطرة قوات الدعم السريع. أفاد المتحدثون في المقابلة بأنهم تعرضوا النتهاكات من قبل قوات الدعم السريع، لكنهم أكدوا أنه لم تقع أي حوادث عنف منذ أن استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على القرية.

لم يشر الفيديو، الذي يبدو أنه يروج لروايات مؤيدة للقوات المسلحة السودانية، إلى أي من مستوطنات الكنابي األخرى التي أفيد بأنها تعرضت لهجمات من قبل القوات المسلحة السودانية. ومع ذلك، حدد شاهد السودان انتشار خطاب الكراهية والدعوات للعنف ضد مجتمعات الكنابي على اإلنترنت في الفترة األخيرة، بما في ذلك دعوات صريحة لمهاجمة إحدى المستوطنات المتضررة.

في 19 نوفمبر ،2024 نشر حساب مؤيد للقوات المسلحة السودانية مقطع فيديو على فيسبوك مرفقًا بتعليق يحث القوات المسلحة السودانية على استهداف كمبو مبروكة، مدعيًا أن سكان الكمبو كانوا يؤوون مقاتلي قوات الدعم السريع وينهبون ممتلكات المدنيين. يمكن سماع الرجل في الفيديو وهو يدعو إلى شن هجوم انتقامي على سكان كمبو مبروكة.

سيواصل شاهد السودان التحقق من المعلومات القادمة من الجزيرة ومراقبة خطابات الكراهية الموجهة ضد المجتمعات المتضررة.