3.7 – 2 يونيو: مقطع جديد يُظهر الشاحنات المتوقفة وتقريرعن احتجاز قوات الدعم السريع لقافلة إنسانية في الكومة
نُشر مقطع ثالث بتاريخ 2 يونيو عبر الحساب الشخصي نفسه على تيك توك، يُظهر قافلة برنامج الأغذية العالمي في الموقع نفسه تقريبًا، على بُعد نحو 480 مترًا إلى الشمال الشرقي من السوق الذي استُهدف في 1 يونيو. وتُظهر اللقطات الشاحنات في الوضع ذاته كما كانت في صباح 1 يونيو، بينما يظهر عدد من الرجال بلباس مدني جالسين على سور مجاور، يلوّحون للكاميرا.
وفي السياق نفسه، نقلت بيم ريبورتس الإعلامية المستقلة عن المدير العام لوزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، إبراهيم خاطر، قوله إن قوات الدعم السريع تحتجز قافلة مساعدات إنسانية في بلدة الكومة. وأوضح خاطر أن القافلة كانت قد انطلقت من منطقة الدبّة بولاية الشمالية وكانت في طريقها إلى مدينة الفاشر.
3.8 – 2–3 يونيو: تدمير وإلحاق أضرار بالشاحنات
جمع مركز صمود للمعلومات وتحقّق من عدّة مقاطع مصوّرة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي بتاريخ 3 يونيو، تُظهر احتراق ما لا يقل عن ثلاث شاحنات بالكامل، إلى جانب أضرار لحقت بشاحنات أخرى[1]. ولا تُظهر هذه المقاطع وجود جثث في موقع الحادثة.
استند المركز في تحليله إلى صور أقمار صناعية عالية الدقّة من منصة “بلانت” التُقطت بتاريخي 29 مايو و4 يونيو، وقارن من خلالها مواقع الشاحنات وخصائصها مع ما ظهر في المقاطع المصوّرة المُتحقَّق منها، وذلك بغرض إعادة بناء ما جرى خلال الليل الفاصل بين 2 و3 يونيو، بما يشمل الأسباب المحتملة لتفرّق الشاحنات عن تشكيلها السابق بعد الحريق. ومع ذلك، لم تكن البيانات البصرية كافية لتحديد هويات جميع الشاحنات وعددها الإجمالي البالغ 15 شاحنة. ولأغراض التحليل، اعتمد المركز تصنيفًا حرفيًا للشاحنات، من (أ) إلى (ز).
تشير المعطيات المستخلصة من الأقمار الصناعية والمقاطع المصوّرة والتقارير الثانوية إلى أن الحادثة وقعت ليلًا بين 2 و3 يونيو. فقد رصد نظام “فيرمز”، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لإدارة معلومات الحرائق، مصدرين حراريين عند الساعة 1:07 فجرًا يوم 3 يونيو، في المواقع ذاتها التي أظهرت فيها صور “بلانت” ليومي 2 و3 يونيو علامتين جديدتين للحريق تفصل بينهما مسافة تُقدَّر بنحو 200 متر. وفي صباح اليوم نفسه، بعد الساعة 6:00، بدأ تداول عدّة صور ومقاطع تُظهر ثلاث شاحنات مدمّرة لا تزال الأدخنة تتصاعد منها. وقد تحقّق المركز من تطابق هذه المواقع مع علامات الحريق الظاهرة في صور الأقمار الصناعية. ويتّسق هذا مع شهادة نقلتها منظمة “دعم ضحايا دارفور” في 3 يونيو، تفيد بأن الحريق اندلع قرابة منتصف الليل.
ويُظهر تحليل مواضع الشاحنات وطبيعة الأضرار المرصودة في المقاطع، بالإضافة إلى صور الأقمار الصناعية عالية الدقّة المُلتقطة في 4 يونيو (انظر الشكل 4)، تسلسلًا يُشير إلى أن الحريق اندلع أولًا في شاحنة وسط القافلة (شاحنة “و”[2])، تلت ذلك محاولات من بعض الأفراد لإبعاد شاحنات أخرى من المكان، في محاولة لاحتواء النيران.
استند هذا التحليل إلى مصادر متعدّدة، من بينها مقطع نُشر على صفحة “غرفة طوارئ الكومة” على فيسبوك يُظهر الشاحنات المحترقة من زوايا مختلفة، وصور نشرتها تنسيقيات لجان المقاومة في الفاشر، إضافة إلى مقطع مصوّر جديد من الحساب الشخصي ذاته الذي سبق أن نشر لقطات للقافلة قبل الحريق.
وتُشير البيانات إلى أن شاحنة “و” كانت مصدر الاشتعال الأول، حيث سُجّلت أضرار واضحة في الشاحنات المحيطة بها، وبالأخص الشاحنات “أ”، “د”، و”هـ”، وتحديدًا في الجوانب المقابلة لشاحنة “و”. في المقابل، تظهر شاحنة “ز”، التي كانت متوقفة إلى جنوب “و”، محترقة بالكامل في المقطع المصوّر بتاريخ 3 يونيو.
ورصد المركز الشاحنتين “د” و”هـ” بإطارات منفجرة وأغطية برتقالية ذائبة، وذلك في المقاطع المصوّرة بعد الحريق (انظر الشكل 4). وتُظهر المقاطع السابقة أن الشاحنة “د” كانت متمركزة شمال شاحنة “و”، وتوجّه الجزء المتضرر منها نحو مركز الحريق. أما شاحنة “هـ”، فلم تكن واضحة في اللقطات السابقة التي التُقطت من زاوية شمالية ولم تُظهر الجانب الجنوبي للقافلة. ومع ذلك، وبالاستناد إلى نمط الضرر (انفجار الإطارات وذوبان الغطاء) والتشكيل العام، يُرجَّح أن شاحنة “هـ” كانت متمركزة أمام الشاحنة المدمّرة “ز”، وإلى يسار شاحنة “و” (انظر الشكل 4)، وهو ما يتّسق مع الأضرار المرصودة في الجهة الخلفية اليمنى منها، إذا ما افترضنا أن الحريق بدأ من شاحنة “و”.
تتضمّن المواد المصوّرة التي جرى تحليلها صورًا نُشرت على صفحة فيسبوك تُعرّف عن نفسها بأنها “غرفة طوارئ محلية الكومة”، أُنشئت في عام 2024، وصورًا من صفحة تنسيقيات لجان المقاومة في الفاشر على فيسبوك، بالإضافة إلى منشورات لصحفي مؤيّد للقوات المسلحة على فيسبوك، وحسابات شخصية على تيك توك تنشر بشكل متكرّر مقاطع تُظهر شاحنات المساعدات وقوات الدعم السريع، نُقلت لاحقًا عبر تلغرام.
[2] من المحتمل أن تكون الشاحنة “ج” هي التي اشتعلت أولًا، أو أن الشاحنتين “ف” و”ج” اشتعلتا في الوقت نفسه. ومع ذلك، واستنادًا إلى المقاطع المصوّرة المتوفّرة والأضرار المرصودة على الشاحنات التي يُرجَّح أنها كانت تواجه “ف” و”ج” وقت وقوع الحادثة، يبدو أن احتمال اشتعال الشاحنة “ف” أولًا هو الأرجح قليلًا.